الباحث الاقتصادي دكتور بسام فرشوخ يحاوره الاعلامي زكريا فحام / الامن الاقتصادي في محراب الفساد
الامن الاقتصادي في محراب الفساد
ربما يكون العنوان جرعة امل او جرس انذار لوطن يغرق و يحترق بفعل منظومة غير مدركة او مدركة لمستقبل شبابه واقتصاده وامنه بعد أن أعجزته الاضطرابات السياسية وسوء إدارة الاقتصاد على مدار سنوات طويلة ، حقيقة نتابعها كل يوم ونشعر بالاسف على مايحصل من دمار في لبنان الشقيق ، لقد لفتتني مقابلة على احدى القنوات الفضائية العربية يتحدث فيها الباحث الاقتصادي اللبناني د. بسام فرشوخ عن حجم الماساة التي يمر بها لبنان والحاجة فورا الى ايقاف هذا النزيف ، لم اكن اتصور ان الامورفي واقعها على الارض وصلت لتلك الدرجة من الاستخفاف بالشعب وتركه لمصيره ، لقد اضاء د. فرشوخ على قضية في غاية الاهمية تمثلت في اهمية ” الامن الاقتصادي ” ودوره في الحفاظ على ماتبقى من هيبة الدولة ومقدرات شعبها ، وفد تلخصت رؤية د. بسام في هذا المجال وبعيدا عن مدعي “الانتماء والمواطنة ” بخطورة المرحلة وتقيمها ، فبين الواقع والمامول تتقاطر الرؤى لتشكل لوحة مزركشة بالوجع والالم ، قضية وطن ضائع بين اتون فلسفة السياسين وسطوة الفاسدين ، لكن الاهم كله في المرحلة الحالية هو حسب نظرة الباحث فرشوخ هو الالتفات مباشرة الى وضع الامن الاقتصادي المادي الذي الت اليه كل الشرائح وخاصة الشريحة الاهم ” حماة الديار ” هؤلاء الرجال اللذين يسهرون على امن الوطن والمواطن ، لقد اثار د. فرشوخ هذه النقطة الهامة ايمانا منه بان تلك الشرائح هي العصب الحقيقي لامن وسلامة الوطن والمجتمع وعلى الرئاسات الثلاث ان تتخذ قررا لدعمهم لكي يقدرون على متابعة مهامهم في الحفاظ على الامن والامان ، نعم الأمن الاقتصادي هو حسب راي هو بالدرجة الاولى تامين الحماية والضمان التي تؤهل الإنسان للحصول على الاحتياجات الأساسية من المسكن والتعليم والعلاج وضمان الحد الأدنى لمستوى المعيشة ، ومن هنا لفت د. بسام الى تفاقم وتزايد حالات السرقات والجرائم في لبنان والتي لايعلن عنها الا القليل ، وراى بان على الرئاسات الثلاث و الجهات المعنية ان تصدر التشريعات اللازمة لزيادة رواتب الجيش والقوى الامنية لكى تكون مهياة نفسيا ومهنيا للقيام بواجباتها ، ولفت الى حالات فرار العسكر الكثيرة او الاعتكاف في المنازل بسبب الوضع المادي المزري للرواتب بعد انهيار قيمة الليرة اللبنانية ، ومن هنا يصر د. بسام على دعم التكامل ” الامني الاقتصادي ” للارتقاء بالدور الهام الذي يلعبه في الاستقرار والتنمية واللذان يشكلان جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي الوطني .
د. فرشوخ الذي يؤمن بان الأمن الاقتصادي مطلبا مهما و واحد من أهم عناصر التنمية الشاملة والمستدامة وصولا لتحقيق السلام الاجتماعى ، ويطالب دائما في لقاءاته بفصل السياسة عن الاقتصاد ، حيث لفت الى ان الشعب بكل شرائحه لم يعد يتحمل اخطاء الطبقة السياسية الفاسدة ، عجز اقتصادي ونقص في الكهرباء والمواد البترولية وفقر مدقع وجرائم مختلفة وهجرة الشباب وصناعة معطلة وبطالة متفاقمة ، ومعظم الوزاء غير اختصاصيين وليس لديهم رؤية او برنامج وان الشعب اللبناني اصيب بالاكتئاب النفسي وان الوضع بحاجة الى قرارات جازمة وجريئة تتحلى بالحكمة والوازع الاخلاقي قبل فوات الاوان، وراى فرشوخ بان من يعول على الانتخابات القادمة هو واهم ولن يتغير شيء ، و ان حصلت لن تقدم او تؤخر لان نسبة المشاركة بعد الانهيار الاقتصادي لن تكون اكثر من 15% وستظل صراعات القوى السياسية اداة مسلطة بمفارقاتها المخجلة على الشعب .
ما اعجبني بالدكتور فرشوخ بانه شرح الحكاية بنقاط جريئة وخاصة اهمية قضايا الامن الاقتصادي واثره على الامن الاجتماعي ، حيث اعتبر ان حاكم مصرف لبنان يسكن في قصر عاجي وحاكم مطلق هو احد الاسباب الرئيسية في التضخم، وكانت تطميناته المباشرة والغير مباشرة اوصلت الناس الى الهلاك وافقار البلاد والعباد ، فهو يقود 6 مليون لبناني الى مصير مجهول ، ولايكلف نفسه ان يظهر ويشرح للناس مايجري والعجب العجاب لا احد يحاسبه .
في نهاية تلك الرؤية ، اعتقد انها صرخة موجعة من الاعماق ورسالة حب اراد من خلالها د. بسام فرشوخ ان يقول للجميع : اه يالبنان … ان وجهك المدمى بالالم وصمة عار على جبين بعض ابناءك ومن تآمرو عليك .. عذرا الكبيرة فيروز .. اجراس العودة لن تقرع ..
د. محمد طيارة
رئيس الاتحاد الدولي للصحافة والاعلام
لندن / 6/1/2022